الاثنين، 8 نوفمبر 2010

5 نوفمبر .. ذكرى رحيل حلمى زامورا

كثيرون منا سمعوا اسم حلمى زامورا مرارا وتكرارا .. يعرفون ان ستاد نادى الزمالك معروف باسم ستاد حلمى زامورا .. ولكنهم لا يعرفون الرجل الذى أطلق اسمه على استاد الزمالك ولماذا أختص هو وحده باطلاق اسمه على الاستاد رغم أنه سبقه 10 رؤساء للنادى وتلاه 14 رئيسا حتى الآن ؟؟ !!
دعونا نلقى الضوء على واحد من أعلام نادى الزمالك الذين ارتبط اسمهم بهذا الكيان العظيم وقدموا له كل نفيس وغالى وتفانوا فى حبه وخدمته دونما مقابل. فكرمهم ناديهم بتخليد ذكراهم وباتت أسماءهم عنوان لنادى الزمالك. ورجلنا اليوم مرت من 3 أيام ذكرى رحيله
فقد توفى فى يوم 5 / 11 / 1986 ومن النهاية نعود للبداية للتعرف على هذا الرمز الكبير صاحب اكبر نهضه فى تاريخ نادى الزمالك
اسمه بالكامل محمد حسن حلمى من مواليد 13 / 2 / 1912 بقرية ميت كنانة بمحافظة القليوبية  
حلمى زامورا المهندس الفقير
اشتهر محمد حسن حلمى فى كل الاوساط الرياضيه بلقب المهندس الفقير لان فى كل المناصب التى تولى فيها حلمى زامورا مسئوليه العمل العام لم يقبض مليماً واحداً طوال حياته ، وكان يعمل عملا تطوعيا حب وعشق لناديه وكان لا يمتلك سوى مرتبه من وظيفته كوكيل فى وزاره الزراعة حتى احيل على المعاش
 
محمد حسن حلمي حمل علي اكتافه الرمل والطوب من اجل ناديه
تلقي النادي خطابا من وزارة الشئون البلدية والكروية سنة 1957 يأمر بنقل اندية الزمالك والترسانة والتوفيقية الي موقع جديد بمدينة الاوقاف بميت عقبة ، وتدعو الي اجتماع تقرر عقده بمكتب الوزير لمناقشة تفاصيل امر النقل وخطة تنفيذه. وعندما علم حلمى ان المصلحه قررت تسلم ارض النادى القديم فى اليوم التالى مباشره وان المصلحه تصر على تنفيذ قراراها لانها ملتزمه بتسليم موقع النادى للسفاره الايطاليه لتقيم عليه اكاديمه ايطاليا وان مندوب من السفاره الايطاليه هايحضر ليتسلم موقع النادى اتصل بالصحف ليبلغها هذا الامر وقال للاقسام الرياضيه بكل الجرائد والمجالات ان نادى الزمالك يموت ووقفت ساعتها الصحافه الرياضيه موقفا تاريخيا وخرجت الصحف بعناويت بارزه مثل ( صرح كبير من صروح الرياضه ينهار - نادى الزمالك يفقد انفاسه الاخيره -معقل من معاقل الكره يقفل ابوابه )
وطلب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر سعد متولى وكيل نادى الزمالك واستفسر منه عما نشرته الصحف وشرح له وشرح قصه العمارات السكنيه ومساحه ال 6 آلاف متر مربع المخصصه لها والغى وقتها الرئيس جمال مشروع العمارات السكنيه وتسلم النادى هذه المساحه التى يقع عليها الان المبنى الاجتماعى لنادى الزمالك والتزام اعضاء النادى امام الرئيس بالتعجيل بالنقل وتم حل مشكله النادى وحددوا يوم لوضع حجر الاساس
وقرر زامورا ان يتم الهد والبناء فى وقت واحد وبناء الاسوار الخارجيه الجديده بنفس الموا د والانقاض المختلفه عن الهدم فهذا اوفر من البناء من المواد الجديده لان اسعاراها مرتفعه وبالفعل ارسل ابو رجيله بلدوزرين وسيارتى نقل وسارت عمليه الهدم ثم النقل فى وقت واحد .. عمال وبناءون وشباب ناضج يقوم بنفسه بالهدم والتحميل والبناء، وكان يخرج حلمى زامورا من عمله بوزاره الزراعه فى الساعه الثانيه بعد الظهر يوميا وقبل الثالثه كان يقف فى النادى ببدله التدريب والكاسكيت ويركب اللورى الى رايح محمل من الموقع القديم الى الجديد واشترك فى البناء حتى ينتهى من التفريغ
وعندما كانت الشركه تعمل على اقامه المبانى الكبيره فى النادى كانت تضع ادواتها وموادها فى موقع العمل فاسرع حلمى زامورا بمنعها من ان تشون فى ملعب الكره وحدد لها موقع اخر لانه كان يريد ان يزرع النجيله مع بدء العمل حتى يكون الملعب جاهزا فى نفس الوقت الذى يكتمل فيه البناء وحتى يكون جاهزا مع اكتمال المنشأت او قبل اكتمالها، و هكذا انتقل الزمالك من موقعه القديم الي مكانه الحالي بفضل رجل اسمه محمد حسن حلمي حمل علي اكتافه الرمل والطوب من اجل ناديه
 
قصه زامورا
وهو الاسم الأشهر الذي اشتهر به حلمي فقد أطلقه عليه حارس المرمي الراحل يوسف اللبان ، كان حارس نادي الخديوية ثم الزمالك بعد ذلك، وكان اللبان يهتم بكل حراس المرمي الأجانب ، وكان أشهرهم في ذلك الوقت هو زامورا الاسباني ، وبعد احدي المباريات التي تألق فيها حلمي تألقا غير عاديا أطلق عليه اللبان لقب زامورا
 
اللاعب حلمى زامورا
بدأ محمد حسن حلمى حياته مع الكرة عندما كان طالباً فى المدرسة المحمدية الإبتدائية .. والتحق بفريقها عام 1925 وكان يتمنى أن يصبح جناحاً أيسر رغم أنه فى ذلك الوقت كان يلعب ظهيراً ووضع فؤاد الجميل ظهير مصر مثلاً أعلى له .. وفى عام 29 لعب بالفريق الأول للمدرسة الخديوية الثانوية مع محمد لطيف ومصطفى كامل طه .. وانضم فى نفس العام لنادى المختلط ( الزمالك ) فلعب فى الفريق الثانى ثم لعب فى عام 1934 جناحاً أيسر للفريق الأول بعد إصابة جناح " الزمالك " جميل الزبير وطوال هذه الفترة كان يلعب لمنتخب المدارس الثانوية حيث كانت مباريات المدارس لا تقل قوة أو إثارة عن مباريات الأهلى والزمالك .. وكان اهتمام حلمى بالكرة سبباً رئيسياً فى بقائه بالمدارس الثانوية لمدة 8 سنوات . و أُختير محمد حسن حلمى لاعباً بالفريق الوطنى " المنتخب القومى " عام 1936 وشارك مع المنتخب فى دورة برلين الأوليمبية عام 36 وبعدها بعامين تخرج فى كلية الزراعة وحصل بكالوريوسها فى عام 1938 .. وقد بقي الجناح الايسر للزمالك والمنتخب حتي اعتزل
 
حلمى زامورا كادارى ورئيسا لنادى الزمالك
بدأ حياته الادارية عضوا في لجنة كرة القدم بنادي الزمالك منذ سنة 1948 و في عام 1952 اختير عضوا في اول جمعية عمومية للنادي ثم سكرتيرا للنادي، وتولي بعد ذلك منصب سكرتير الكرة ومدير الكرة وعضوية مجلس الادارة .. في عام 1966 قررت الجمعية العمومية للنادي تعيينه مديرا متفرغا للنادي وفي ذات الوقت اختير مديرا للفريق الوطني لكرة القدم ..في عام 1967 عين رئيسا لنادي الزمالك كا أول لاعب كرة قدم يرأس ناديه ثم انتخب رئيسا لنادي الزمالك عام 1976 وتجدد انتخابه مرة ثانية عام 1980
 
محمد حسن حلمى الذى صنع النهضة الحقيقية للزمالك فى السبعينات
كان حلمى زامورا صاحب الفضل الاول فى اقامه معظم منشأت نادى الزمالك فى ميت عقبه فهو صاحب فكرة انشاء المحلات بسور النادى ، وهى الفكرة التى جعلت منطقة نادى الزمالك من أكبر المناطق التجارية فى مصر ويطلق عليها الشانزليزيه ، وكان حسن حلمى بعيد النظر اذ لم يبع الزمالك هذه المحلات وانما أجرها بحق الانتفاع وخلال سنوات قليلة سيكون النادى مالكا لثروة عقارية لاتقدر بمال حيث تنتهى معظم عقود الانتفاع .
وحلمي هو أول من آمن بضرورة رفع راتب المدربين، فقد كان المدرب يحصل علي مائة جنيه بينما كان اللاعب يحصل علي مبالغ كبيرة ، وقرر حلمي الحفاظ علي كرامة المدربين ، فكان أول من رفع مرتب مدربي فريقه، حيث رفع راتب زكي عثمان إلي خمسمائة جنيه ثم جعلها ألفي جنيه وهو أول من أدخل الإحتراف , وطبقه على اللاعبين والمدربين , وأول من فكر فى استثمار رجال الأعمال لدعم الزمالك , وأول من استقدم الفرق الأجنبية للعب مع الزمالك مثل ردستار اليوغسلافى , وهونفيد المجرى ودوكلا براغ التشيكى وريال مدريد الأسبانى ووستهام وديربى كونتى الأنجليزيين . وساهمت تلك المباريات فى دعم الزمالك ماديا بجانب زيادة شعبية الفريق فى مصر والدول العربية .
ولعله من المناسب ان نذكر ان ابنة الراحل حلمي وزوجها صلاح الشعراوي .. عندما تم طرح بوتيكات الزمالك للبيع ، طلبت وزوجها أن تقوم بشراء أحد هذه البوتيكات بعد أن وفرا مبلغا من المال أثناء عملهما في السعودية ، لكن محمد حسن حلمي رفض ذلك بشدة .. وعندما أكدت له ابنته انها ستدفع المبلغ وبجميع الشروط مثل الآخرين أصر علي الرفض مؤكدا ان الكل سيقول إنه تمت مجاملتها بأي صورة باعتبار أنها ابنة حلمي.
ويقول التاريخ انه لم يكن يسمح لأحد ابدا بالاقتراب من أرض النادي أو النيل منها إلا مرة واحدة عندما وافق بنفسه علي اقتطاع جانب من أرض النادي لبناء مسجد الشاذلية وهو المسجد الذي تمت فيه الصلاة علي روحه قبل ان يتم نقل جثمانه الطاهر إلي بيته الكبير نادي الزمالك لتوديعه .

ليست هناك تعليقات: